كيف هزمت قيم «قطايف» إثارة المنتجين؟ - الصبح

وسط مشهد إعلامي تتقاذفه الموجات السطحية، إذ تغيب المعايير الفنية لصالح العناوين الجاذبة والإثارة المفتعلة، يبرز برنامج «قطايف» للفنان سامح حسين، كحالة فنية نادرة، تسبح عكس تيار الإسفاف. بلمسة كوميدية رشيقة، وبنية سردية محكمة، يقدم حسين جرعات من القيم الإنسانية في زمن تبدو فيه الحاجة إليها أشد من أي وقت مضى.

يعتمد «قطايف»، على بساطة الطرح وعمق التأثير، بعيداً عن التكلف البصري أو الاستعراض غير المبرر. تكمن قوته في قدرة سامح حسين على تطويع الأداء التمثيلي ليحمل رسائل صادقة دون وعظ مباشر، مستنداً إلى لغة سينمائية توازن بين الإيقاع الخفيف والمحتوى الهادف. فمن خلال معالجة موضوعات كالتسامح والصدق والرضا، يقدم البرنامج محتوى يضاهي في قوته بعض الأعمال الدرامية التي تستغرق عشرات الحلقات لبلوغ ذات الأثر.

ما يجعل «قطايف» تجربة فنية تستحق التأمل، ليس فقط نجاحه في الوصول إلى الجمهور عبر منصات التواصل، ولكن قدرته على تحقيق ذلك دون الحاجة إلى الابتذال أو التضحية بالمستوى الإبداعي.