نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قفة رمضان.. الزروقي لـ"أخبارنا": ما جدوى رجل السياسة إن لم يكن حاضراً في وقت الشدة للقيام بالأعمال الخيرية؟ - الصبح, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 10:09 مساءً
يشتد التنافس بين الأحزاب السياسية بمختلف أقاليم المملكة من أجل استقطاب تعاطف الطبقات الشعبية في هذا الشهر الفضيل، عبر توزيع المساعدات الرمضانية داخل الأحياء المهمشة، حيث تُوزَّع "القفف" تحت يافطات العمل الخيري الإنساني، مع الحرص على عدم الظهور المباشر، إذ تتم العملية عبر وسطاء أو معاونين. ويأتي اهتمام هؤلاء بالأحياء المهمشة لكونها تُعتبر الخزان الطبيعي للأصوات الانتخابية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، لا سيما وأن هذه المبادرات تتزامن مع التسخينات التي بدأت للانتخابات المقبلة، حيث انقسم الشارع المغربي، وكذلك النخب، بين من يرى أن العمل الخيري والإنساني يتكامل مع السياسي، وبين من يعتبره استغلالاً سياسياً لأوضاع الهشاشة وتكريساً لها.
من جانبه، اعتبر زكرياء الزروقي، فاعل مدني وباحث في العلوم السياسية، أنه من الطبيعي في شهر رمضان أن تتوحد القلوب وتتسابق النفوس نحو فعل الخير والإحسان، لا سيما من خلال المبادرات الخيرية التي تهدف إلى إغاثة الفقراء والمحتاجين. ولكن، مع الأسف، هناك من يسعى إلى التقليل من شأن هذه المبادرات أو مهاجمتها، مدّعياً أن العمل الخيري مشروط بأهداف سياسية، أو أن من يتبنى هذه المبادرات يسعى وراء مكاسب سياسية، وهذا حكم قيمة يسقط لانعدام السبب، فالفعل السياسي لا يتقاطع مع الفعل المدني، بل يتكاملان لتحقيق الأهداف النبيلة نفسها.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـ"أخبارنا"، أنه يجب التأكيد على أن العمل الخيري هو فعل إنساني نبيل، هدفه الأول هو تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها. سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في أي وقت من السنة، فإن هذا الفعل يجب أن يُنظر إليه كتعبير عن التضامن الاجتماعي والعمل المشترك لإدخال الفرح على القلوب المكلومة، لا سيما الفقراء والمساكين. فالفعل السياسي لا يتقاطع مع الفعل المدني بتاتاً، بل الأصل أن يقوم السياسيون بهذه المبادرات من مواقعهم السياسية، وإلا فما الحاجة لرجل السياسة إن لم نجده في وقت الشدة والقهر إلا ليقوم بالعمل الإحساني والخيري؟
وأوضح الزروقي أن من يعتقد أن العمل الخيري مقتصر على الأغراض السياسية، أو أن من يقوم به يسعى لتحقيق مصالح خاصة، فهو مخطئ، لأن هذا حكم قيمة غير ذي أساس. في الحقيقة، العمل السياسي هو جزء من الفعل المدني، إلا أنه يُركّز على توجيه السياسات العامة والمشاركة في تحديد مستقبل المجتمع.
ونبّه المصدر نفسه إلى أن بعض المبادرات الخيرية أصبحت محل جدل سياسي، خاصة عندما يتخذها بعض الأفراد أو المجموعات فرصة لإيصال رسائل سياسية. لكن في النهاية، يظل العمل الخيري هو الجسر الذي يربط بين فئات المجتمع المختلفة، ويعكس القيم الحقيقية لشهر رمضان من تضامن وتكافل. يحق لكل فرد أن يسهم في إدخال الفرحة على القلوب المكسورة، بغض النظر عن ميوله السياسية أو أيديولوجياته، مشدداً على أنه "من المهم أن ندرك أن الفعل المدني والسياسي يشتركان في الهدف الأسمى، وهو تحسين حياة الإنسان".