نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفوشيك التونسي في رمضان: تاريخ، بهجة، ومخاطر - الصبح, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 11:24 مساءً
نشر في تونسكوب يوم 17 - 03 - 2025
تعد الألعاب النارية أو "الفوشيك" من أبرز مظاهر الاحتفالات في العديد من الثقافات حول العالم، ولاسيما في تونس حيث تحظى بشعبية كبيرة في المناسبات الخاصة والأعياد.
ومن بين تلك المناسبات التي تحتل فيها الألعاب النارية مكانة خاصة هو شهر رمضان الكريم.
في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ الفوشيك وعلاقته برمضان في تونس، وكيف أصبحت جزءًا من الطقوس الرمضانية.
الفوشيك: تعريف وتاريخ
الفوشيك هي عبارة عن ألعاب نارية تُستخدم لإضاءة السماء وتوليد مؤثرات بصرية وصوتية، وهي تعتمد على خليط من المواد الكيميائية القابلة للاحتراق التي تُنتج انفجارات بألوان مختلفة. يعود استخدام الفوشيك إلى العصور القديمة، حيث بدأ في الصين القديمة قبل أن ينتقل إلى بقية أنحاء العالم، بما في ذلك تونس.
في تونس، أصبحت الألعاب النارية جزءًا من الاحتفالات الكبرى والمناسبات السعيدة، مثل الأعراس، والمهرجانات الوطنية، وفي رمضان، تترافق الفوشيك مع فرحة الشهر الكريم في الأحياء التونسية.
الفوشيك في رمضان: تقليد اجتماعي وثقافي
في شهر رمضان، يشهد العديد من المدن التونسية، لا سيما في المناطق الشعبية، عروضًا للفوشيك في الأوقات التي تسبق الإفطار أو بعده مباشرة. يُستخدم الفوشيك للإعلان عن اقتراب وقت الإفطار، فتضيء السماء بالأنوار الملونة والصوت المميز الذي ينتشر في أرجاء المدينة، ما يعزز من روح الاحتفال في هذا الشهر المبارك.
ترتبط الفوشيك في رمضان بمشاعر الفرح والتجمع، حيث تجتمع العائلات والأصدقاء للاستمتاع بمشاهد الألعاب النارية معًا بعد يوم طويل من الصيام. يعكس هذا التقليد التونسي مدى أهمية اللحظات المشتركة بين أفراد المجتمع في هذا الشهر الفضيل.
الفوشيك: رمز للفرح والتضامن في رمضان
قد لا تقتصر العلاقة بين الفوشيك ورمضان في تونس على مجرد التسلية البصرية فقط، بل تصبح جزءًا من مشهد اجتماعي يعزز من الروابط الاجتماعية والتضامن بين أفراد المجتمع. ففي العديد من الأحياء الشعبية، يقوم سكان المنطقة بتنظيم عروض ألعاب نارية جماعية بعد الإفطار، ليحتفلوا معًا بقدوم العيد، أو احتفاءً بنهاية الشهر الفضيل.
كما أن الفوشيك في رمضان يُعتبر بمثابة تجسيد للفرح الجماعي، حيث يرتبط الفوشيك بالاحتفال بالعيد الذي يأتي بعد الصيام، وهو وقت لإظهار الامتنان لله على النعم التي تم تلقيها خلال الشهر الكريم. وعادةً ما يكون هذا الاحتفال مفعمًا بالحيوية والبهجة، ويُعتبر من اللحظات التي يترقبها الجميع.
الفوشيك والمخاطر: ضرورة التوعية
رغم فرحة الاحتفال، فإن استخدام الألعاب النارية في رمضان قد يحمل بعض المخاطر، خاصة إذا لم يتم استخدامها بحذر. فالفوشيك قد تتسبب في وقوع حوادث وإصابات، سواء من خلال انفجار مفاجئ أو سوء استخدامها من قبل الأطفال. لذا، يجب على السلطات المحلية والأسر أن تولي اهتمامًا خاصًا لسلامة الجميع، خاصة الأطفال، الذين قد يستهينون بخطورة الألعاب النارية.
في هذا السياق، تُعد حملات التوعية ضرورة لضمان استخدام آمن للألعاب النارية، مع التأكيد على ضرورة مراقبة الأطفال أثناء اللعب بالفوشيك، والتأكد من أنها تُستخدم في الأماكن المخصصة بعيدًا عن تجمعات الناس أو الأماكن السكنية الضيقة.
.